عمــارة المبالغـــة والإبهـار للمسـاجــد الــرسميــة Superlative and Spectacular Architecture of State Mosques ملخص محدث في ضوء ملاحظات اللجنة العلمية للمؤتمر تتناول هذه الورقة التوجهات المتنامية للمبالغة والإبهار في عمارة المساجد الرسمية Superlative Mosque Architecture من خلال تحليل ونقد أهم الممارسات المعمارية المختلفة التي ظهرت على مدي واسع في العالم الإسلامي بشكل عام، خلال العقود الأخيرة الماضية. وتهدف الورقة إلى استكشاف وتحليل أسس التحول في عمارة المساجد الرسمية عبر التاريخ، وبصفة خاصة في منذ الثمانينات الميلادية وحتى الأن. كما تسعي الورقة إلى تفسير ونقد أهم القيم الموضوعية والدلائل الرمزية لعمارة هذه المساجد المعاصرة من خلال دراسة التحولات التي تشكلها حالياً. والتي يعمل بعضها على تحويل الفضاء الروحاني لهذه المساجد إلى مساحات استهلاكية وأشكال جدلية تركز على الهندسة المعمارية بدلا من تعظيم دور ومعني المسجد وتصوره المستقبلي في المجتمعات. منذ نهايات القرن العشرين وحتى الأن تتمثل أنماط مساجد الدولة الرسمية State Mosques في مدن مختلفة في صورة مبان ضخمة تهيمن على منظر المدينة من خلال بناء مساجد كبيرة أو ضخمة، غالبا ما تكون منفصلة عن محيطها العمراني الاجتماعي. تعبر هذه النماذج عن هندسة معمارية "مبالغة أو فائقة المستوى" تتبع مبدأ "أفضل التفعيل Superlative"، كالأكبر، الأعلى، الأفضل، الأضخم، غير المسبوق، الأطول، الأجمل، إلخ. في استخدام المبالغات في اللغة المعمارية المستخدمة في عمارة المساجد المعاصرة. للتأكيد على كونها تخدم الاحتياجات السياسية وعلى رمزيتها "الوطنية" كعلامات ذات دلالات مختلفة. وتظهر أنماطها في نماذج المساجد الكبيرة والضخمة، المساجد الأيقونية، المساجد الاحتفالية ومثيلاتها. وتاريخيا، تشهد فترات عديدة من التاريخ الإسلامي أن المساجد الرسمية كانت تعتبر أحياناً أحد وسائل "القوة الناعمة" لتعظيم صورة الملوك، والسلاطين، وبناء هويات وطنية. واليوم تتمثل نماذج هذه المساجد الرسمية في مدي واسع من الممارسات المعمارية السينوغرافية (وهي صناعة المسجد كمعالم أيقونية تغلب عليها مآذن شاهقة وقباب ضخمة في أطار مشهد عمراني تذكاري مشحون بمعان وإشارات رمزية معينة) بهدف خلق الدهشة البصرية والإبهار الفراغي لدي المشاهد/المستعمل. يتضح ذلك في نماذج عديدة في العالم الإسلامي من المساجد ضخمة المقياس والمساجد ذات الرموز الدينية والثقافية المختلفة في إندونسيا وماليزيا وإسلام أباد، ألي المساجد المبهرة الضخمة في كازاخستان وأذربيجان وأبو ظبي وصنعاء، بالإضافة إلي الأشكال الغرائبية للمساجد الجديدة في كوسوفو ومساجد الدولة ذات المبالغات المعمارية في مصر وتونس والجزائر والمغرب وغيرها، والتي يشترك أغلبها في محاولاتها لدمج المسجد كفضاء تعبدي ذو قيمة رمزية وإشارات روحية مع الرموز الوطنية والسياسية لتعزيز أو أسقاط صور معينة تتلاءم مع التوجهات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ذات الصلة. وتتباين الخصائص المعمارية لهذه المساجد بين "دنيوية" الإغراق في المادية المعمارية والاستعراض الإنشائي والفني والزخرفي لوظائفها وتكويناتها وعناصرها، وبين "دينية" فضاءات العبادة التي تتسم بالروحانية والخشوع. ومن خلال التحليل النقدي المقارن لأنماط مساجد الدولة، ستساهم هذه الورقة في استنباط الأبعاد الجديدة لاستغلال لعمارة المساجد في المستقبل والدور المتوقع وفي استشراف الملامح المجسدة للنماذج المعمارية المستقبلية كبديل عن استرجاع النماذج التاريخية التقليدية.