ترافق ظهور دور العبادة الإسلامية كالمصليات والمساجد والجوامع مع تكوّن عناصر معمارية جديدة ضمنها. أُطلق على بعضٍ من تلك العناصر أسماءٌ تدل على وظيفتها كالمئذنة والميضأة، بينما أطلق على بعضٍ آخر مسميات قديمة كالمنارة والمحراب، فحملت معانٍ جديدة، وقد رصدت المعاجم والقواميس العربية العديد من تلك التسميات وقدمت لها تفسيرات وشروحات. يدرس البحث مصطلح ’السُّدَّة‘ كعنصر من عناصر الجامع أو المسجد، متتبعاً الظهور الأول لمصطلح ’سدة المسجد‘ ضمن ثاني أقدم معاجم العربية: ’الغريب المصنف‘، الذي وضعه القاسم بن سلَّام الهروي (ت. 244هـ/ 858م أو 223هـ/ 838م)، مروراً بالمعاجم وفقاً لترتيبها التاريخي من الأقدم إلى الأحدث، مع مقارنة تفسيراتها المختلفة للمصطلح ومرادفاته، والتعرف إلى الاختلافات الدقيقة بين معاني كلٍ منها. يهدف البحث إلى الوصول للاستعمال الأدق ’للسُّدَّة‘، إضافةً إلى التعرف على موقعها ومواصفاتها كعنصر معماري في الجامع. يتوصل البحث إلى تمييز الفروق الدقيقة بين المصطلحات المستخدمة لعناصر التظليل الداخلية: السُّدَّة والكُنَّة والسَّقيفة والصُّفَة، كما يتناول بالشرح والرسم الاختلافات بين السُّدد في المساجد. تعتبر الورقة دعوةً للاهتمام بالتراث اللغوي المرتبط بالعمارة والجوامع، ولإعادة إحيائه وتوظيفه في التوصيف والدراسات المعاصرة.